ألقت شرطة هاريانا، يوم السبت، القبض على المفتش رادهي شيام، والذي كان يشغل منصب رئيس مركز شرطة موقوف عن العمل، وذلك على خلفية قضية تعذيب أثناء الاحتجاز في قسم شرطة مدينة بالوال. وتعود الحادثة إلى 1446هـ (ديسمبر 2024م)، حيث يُتهم شيام بإساءة معاملة مشتبه به في قضية احتيال من ولاية راجستان بوحشية بالغة.
رادهي شيام، المعروف بسجله السابق في العنف داخل مراكز الاحتجاز ونمط استهدافه المتكرر للمسلمين، قد مارس تعذيباً قاسياً بحق المحتجز، إذ أفادت الشكوى أنه انهال عليه ضرباً، وأجبره على تناول معجون الفلفل الحار، ثم قام بحقنه في أعضائه الحساسة.
وقد خلص تحقيق داخلي أُنجز في 16 أبريل إلى ثبوت تورط شيام في انتهاكات جسيمة، مما دفع المفتش العام لشرطة منطقة رواري إلى إصدار قرار بتعليق عمله في اليوم ذاته. ورغم ذلك، لا يزال قيد التحقيق في قضية أخرى تتعلق بمشتبهَين في جرائم إلكترونية، تقدّما بشكاوى مماثلة بشأن التعذيب أثناء الاحتجاز.
وكان رادهي شيام قد تولّى سابقًا رئاسة فرقة حماية الأبقار الخاصة في منطقة نوح، ويُعتقد أن له صلات وثيقة بجماعات هندوسية متطرفة كـ”باجرانغ دال”، وأفراد مثل بيتو باجرانغي، المعروف بسجله في التحريض على العنف ضد المسلمين.
ورحّب الزعيم البارز في حزب المؤتمر وعضو المجلس التشريعي عن نوح، أفتاب أحمد، بقرار توقيف شيام، مؤكداً: “رادهي شيام معتاد على ارتكاب التجاوزات، وقد مارس انتهاكات مروعة، مستهدفاً المسلمين على وجه الخصوص. إبعاده خطوة ضرورية نحو تحقيق العدالة. من يدافعون عنه إنما يبررون سلوكاً خارجاً عن القانون.”
ورغم قرار التعليق، فقد ردّت منظمات هندوتفا بغضب، حيث أعلن بيتو باجرانغي، الناشط المتطرف المدان سابقاً في قضايا قتل على خلفية حماية الأبقار، عن نيّته تنظيم احتجاجات واسعة على مستوى الولاية. واتهم قادة سياسيين، من بينهم أفتاب أحمد، بالضغط على السلطات لتعليق شيام، مدعياً أن مثل هذه الخطوات تعرقل جهود التصدي لتهريب الأبقار.
وقال باجرانغي محذراً: “إن لم تُلبَّ مطالبنا بحلول الأحد، سنغلق طريق ماثورا السريع بالتظاهرات الجماهيرية”. وعلى الرغم من ادعائه عدم معرفة شيام شخصياً، فقد أعرب عن دعمه لأفعاله السابقة في “مكافحة تهريب الأبقار”.
ولا تزال القضية تؤجج التوترات الطائفية، وتسلّط الضوء على الانقسامات المجتمعية العميقة، وتثير مخاوف جدية بشأن التعذيب في الحجز وتدخل السياسة في عمل أجهزة إنفاذ القانون.
muslim mirror
اترك تعليقاً