في سابقة تاريخية مأساوية، أعلنت الأمم المتحدة عبر لجنة التصنيف المرحلي لانعدام الأمن الغذائي (IPC) أنّ قطاع غزة يعيش حالة مجاعة رسمية، بعد أن استوفت الظروف هناك المعايير الثلاثة للمجاعة: نقص حاد في الغذاء، انتشار سوء التغذية، وارتفاع معدلات الوفيات المرتبطة بالجوع.
واقع مأساوي
يعيش مئات الآلاف من المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال، في ظروف وُصفت بأنها “كارثية”. تقارير المنظمات الإنسانية تؤكد أنّ العائلات تقتات على وجبات لا تكفي للبقاء، وأن مشاهد الأطفال الهزالى والمرضى أصبحت جزءاً من الحياة اليومية.
تحذيرات دولية
الأمم المتحدة ومنظماتها الشريكة – كبرنامج الغذاء العالمي ومنظمة الصحة العالمية – وصفت الوضع بأنه “كارثة من صنع الإنسان”، داعية إلى وقف فوري للعمليات العسكرية وفتح المعابر أمام المساعدات دون قيود. الأمين العام أنطونيو غوتيريش اعتبر أنّ “تجويع المدنيين سلاح محرّم، واستخدامه وصمة عار على جبين العالم”.
ردود الفعل
• الاحتلال الإسرائيلي سارع لرفض التقرير واعتبرته “ادعاءً مسيساً”، وأصرت على تحميل حركة حماس المسؤولية.
• في المقابل، دول عربية وإسلامية اعتبرت إعلان المجاعة دليلاً على سياسة العقاب الجماعي، مطالبةً بتحرك عاجل لإنقاذ المدنيين.
• منظمات حقوقية دولية وصفت الصمت العالمي بأنه “تواطؤ مع جريمة إبادة بطيئة”.
أصوات من الداخل
في شوارع غزة، يختصر أحد النازحين المأساة بقوله: “نحن لا نموت فقط من القصف… نموت من الجوع كل يوم”، بينما تشير تقارير طبية إلى تزايد الوفيات بين الأطفال بسبب نقص الغذاء والدواء.
إعلان المجاعة في غزة لم يكن صدمة بقدر ما كان إقراراً بواقع يتشكل منذ شهور. فالجوع أصبح جزءاً من استراتيجية الحرب، والمدنيون هم ضحاياه الأبرز. وبينما تتبادل الأطراف الاتهامات، يظل أكثر من نصف مليون إنسان عالقين في مأساة مفتوحة على المجهول، بانتظار إرادة دولية تضع حداً لنزيف الأرواح
اترك تعليقاً