إعادة توطين آخر ثلاثة من الأويغور، الذين كانوا محتجزين في تايلاند، على أرض كندا

c1 3012432 250428053152 790

تم نقل الأويغور الثلاثة المتبقين المحتجزين في مركز احتجاز الهجرة في سوان بلو، تايلاند لإعادة توطينهم في دولة ثالثة، مما أنهى فعليًا أزمة دبلوماسية امتدت لأكثر من عقد من الزمان.

وقد أكدت مصادر حكومية ودبلوماسية عملية إعادة توطينهم، وأفادت لصحيفة “بانكوك بوست” أن الأويغور، الذين احتُجزوا في المركز منذ عام 1435هـ (2014م)، قد نُقلوا إلى كندا بموجب اتفاق أُبرم بين السلطات التايلاندية والكندية.

وجاء هذا النبأ بعد بضعة أشهر من قيام تايلاند بترحيل أربعين أويغوريا كانوا محتجزين في المركز إلى الصين، مما أثار موجة من الإدانات من قبل حكومات غربية ومنظمات حقوقية. وأوضحت مصادر مطلعة أن الثلاثة لم يُرحلوا إلى الصين نظرًا لحملهم جوازات سفر صادرة عن قيرغيزستان.

كان هؤلاء الثلاثة جزءًا من مجموعة تضم نحو ثلاثمائة من الأويغور، اعتقلتهم سلطات الهجرة خلال عهد حكومة ينجلاك شيناواترا، بالقرب من الحدود التايلاندية-الماليزية في 1 جُمادى الأولى 1435هـ (الثالث من مارس عام 2014م).

وفي يونيو عام 1436هـ (2015م)، سمح المجلس الوطني للحفاظ على السلام والنظام — الذي أطاح بحكومة ينجلاك عبر انقلاب عسكري — لمئة وثلاثة وسبعين امرأة وطفلًا بالسفر إلى تركيا طلبًا للجوء.

غير أنه في الشهر التالي، قامت المجلس الوطني للحفاظ على السلام والنظام، بناءً على طلب من بكين، بإعادة 109 أفراد من المجموعة قسرًا إلى الصين. وقد أثارت الصور التي أظهرت عناصر الشرطة الصينية وهم يقتادون الأويغور مكممي الأفواه ومقيدي الأيدي موجة من السخط الدولي، لا سيما من الدول الغربية ومنظمات حقوق الإنسان.

وبعد شهر واحد، وتحديدًا في 2 ذو القعدة 1436هـ (17 أغسطس 2015م)، انفجرت قنبلة في معبد إيراوان، أحد المقاصد السياحية الشهيرة لدى الزوار الصينيين في منطقة راتشابراسونغ، مما أسفر عن مقتل عشرين شخصًا وإصابة أكثر من مئة وثلاثين آخرين.

رغم عدم إثبات أي صلة قاطعة، استمرت التكهنات بشأن احتمال وجود ارتباط بين الحادثة وعمليات الترحيل المثيرة للجدل.

وخلال فترة احتجازهم في مركز سوان بلو، عانى الأويغور معاناة شديدة؛ إذ أفاد نشطاء حقوقيون بأنهم اضطروا لتحمل أوضاع من الازدحام الشديد وسوء النظافة، فضلًا عن معاناتهم من نقص مزمن في الغذاء والماء والدواء.

وتحدثت تقارير عن عدم توفير وجبات حلال لهم، بالإضافة إلى ضعف إمكانياتهم في الحصول على الرعاية الصحية الأساسية، مما أدى إلى وفاة عدد من المحتجزين على مر السنين.

كما وُجهت اتهامات للحكومة بحرمان الأويغور من حقهم في الحصول على تمثيل قانوني، والتواصل مع عائلاتهم، والوصول إلى المنظمات الإنسانية والجهات الدولية المعنية باللاجئين، مثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، مما حال دون تمكنهم من تقديم طلبات لجوء.

ومؤخرًا، قررت حكومة رئيسة الوزراء بيتونغتارن شيناواترا ترحيل أربعين من أصل ثلاثة وأربعين محتجزًا من الأويغور المتبقين في مركز سوان بلو إلى الصين، مستندةً إلى تطمينات الحكومة الصينية بشأن سلامتهم، وإلى غياب عروض من دول ثالثة لاستقبالهم.

قالت تشاليدا تاجارونسك، رئيسة مؤسسة تمكين الشعوب، والتي تتابع محنة الأويغور منذ لحظة اعتقالهم، يوم الأحد، إن الأويغور الثلاثة الأخيرين قد وصلوا بأمان إلى كندا.

وأوضحت أن هؤلاء الثلاثة قد تم التحقق من كونهم مواطنين قيرغيزيين، إذ استخدموا جوازات سفر قيرغيزية لدخول تايلاند بطريقة غير قانونية عام 1435هـ (2014م).

وخلال فترة احتجازهم، تواصل أحد الإيغور الذين أعيد توطينهم في أستراليا مع عدد من السفارات، لحثها على قبول الأويغور القيرغيزيين الثلاثة. وقد استجابت الحكومة الكندية لهذا الطلب، وسمحت للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بإتمام إجراءات إعادة توطينهم في كندا.

Bangkok time.

اشترك في نشرتنا البريدية للإطلاع على ملخص الأسبوع

Blank Form (#5)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالع أيضا