للوهلة الأولى، يبدو محمد نظيم شيخ بائعًا متجولًا آخر في حي كولابا، يبيع خبز “باو” لكسب لقمة العيش. لكن اسأل أيّاً من روّاد منطقة “بوابة الهند”، وسيخبرك أنّه ليس مجرد بائع، بل رجلٌ ذو قلبٍ من ذهب.
طيلة خمسةٍ وثلاثين عامًا، ظلّ هذا المسلم البالغ من العمر 51 عامًا يُنقذ الأرواح من الغرق في مياه البحر الهائج قرب معلم مومباي الشهير “بوابة الهند”. حيث أنقذ أكثر من ثلاثمئة إنسانٍ، ومع ذلك، لم ينل نظيم حتى اليوم أيَّ تقديرٍ رسمي من الحكومة على خدماته الجليلة وعمله المتفاني.
يقول نظيم، وهو يقف حافيًا على حافة البحر: “بدأت إنقاذ الناس وأنا في السادسة عشرة من عمري. رأيت شخصًا يغرق، فقفزت نحوه، ومنذ تلك اللحظة لم ألتفت إلى الوراء”. يقول مشيرًا إلى البحر: “يأتون ليشعروا بنسيمه أو يلامسوا مياهه، ولكن مجرد زلّة قدم واحدة قد تودي بحياتهم. إن لم تتصرف في اللحظة نفسها، فلن تُكتب لهم النجاة”.
بفضل سرعة استجابته وخبرته العميقة بمياه البحر، استطاع نظيم إنقاذ مئات الأرواح. لكنه كذلك انتشل نحو ثلاثين جثة، معظمهم من الرجال، ممن لم يُسعفهم الوقت.
لا ينسى نظيم أيًّا من هذه الحوادث؛ بعضهم أطفالٌ انزلقوا أثناء اللعب، وآخرون متهورون حاولوا التقاط صور “سيلفي” خطيرة، والبعض – للأسف – لم يرغب في أن يُنقَذ.
من أكثر المواقف التي بقيت محفورة في ذاكرته كانت عام 1996، حين قفز طفل في منطقة عميقة أثناء المدّ العالي. لم ينتظر أحدًا، بل غاص فورًا في المياه العاتية، وعاد بالطفل حيًا. نال عن ذلك جائزة “أفضل سبّاح” من بعض المؤسسات المحلية.
وهذا يثير سؤالا خطيرا: لماذا لم يحصل الرجل الذي أنقذ أكثر من 300 حياة، وساعد أثناء انفجار قنبلة، وكان الشخص المفضل في منطقة سياحية مهمة مثل بوابة الهند، على أي اعتراف رسمي؟
هل لأنه فقير؟ أم لأنه مسلم؟
Clarion India.
اترك تعليقاً