بعد مرور نحو شهر على الزلزال العنيف الذي ضرب شرق أفغانستان، ما تزال آثار الكارثة الإنسانية مستمرة، وسط صعوبات هائلة في الوصول إلى القرى المنكوبة ونقص حاد في التمويل المخصص للإغاثة. الزلزال، الذي بلغت قوته 6.0 درجات في 31 أغسطس، خلف أكثر من 2200 قتيل وما يزيد عن 3600 مصاب، بالإضافة إلى تدمير أو تضرر ما يقرب من 6700 منزل في مقاطعات ننغرهار، كونار، لاغمان ونوريستان.
الوصول إلى القرى المتضررة ما يزال معقدًا
تؤكد تقارير الأمم المتحدة أن مئات القرى المتضررة لم تصلها فرق الإنقاذ بعد، بسبب وعورة التضاريس الجبلية وانقطاع الطرق، مما يترك آلاف العائلات دون مأوى أو مساعدات أساسية منذ أسابيع. منظمة أوتشا التابعة للأمم المتحدة شددت على أن “الوصول إلى هذه المجتمعات المنكوبة يمثل تحديًا كبيرًا، مما يعرقل إيصال الغذاء والدواء بشكل عاجل”.
نداءات إغاثة عاجلة
الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC) أطلق نداء طارئ لتمويل الاستجابة الإنسانية حتى ديسمبر 2027، في خطوة تعكس حجم الدمار وعمق الأزمة. ويشمل الدعم المطلوب توفير مأوى مؤقت، مياه نظيفة، رعاية صحية، ومساعدات نقدية للأسر المتضررة.
الخطر القادم: شتاء قاسٍ
تتزامن هذه الأزمة مع اقتراب فصل الشتاء، ما يضاعف المخاطر على الناجين. التحذيرات تشير إلى أن انخفاض درجات الحرارة وتساقط الثلوج سيؤديان إلى تفاقم المعاناة ويجعلان القرى المعزولة أكثر عزلة، في وقت لم يتعافَ فيه السكان بعد من فقدان منازلهم ومصادر رزقهم.
نقص التمويل يعرقل الاستجابة
رغم الاستنفار الدولي، إلا أن المنظمات الإنسانية تشتكي من فجوة كبيرة في التمويل. المجلس النرويجي للاجئين (NRC) حذر من أن “نقص التمويل يحدّ من سرعة وحجم الاستجابة الإنسانية”، داعيًا المجتمع الدولي إلى التدخل السريع لتجنب كارثة إنسانية متفاقمة.
بينما يحاول السكان في شرق أفغانستان لملمة جراحهم وسط الدمار، يظل المستقبل غامضًا أمامهم، إذ إن تداعيات الزلزال تتجاوز الخسائر الفورية إلى أزمة ممتدة تتطلب دعمًا دوليًا عاجلًا. ومع قدوم الشتاء، تتسابق المنظمات الإنسانية مع الزمن لتجنب تفاقم الوضع، في بلد يعاني أصلًا من أزمات اقتصادية وسياسية عميقة بسبب سياسات الغرب القمعية.
اترك تعليقاً