أزمة اللاجئين الروهينجا في بنغلادش مستمرة

30483254

تُعد أزمة اللاجئين الروهينجا في بنغلاديش واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية إلحاحًا في العالم، حيث يعيش أكثر من مليون لاجئ من الروهينجا في مخيمات مكتظة في منطقة كوكس بازار، جنوب شرق بنغلاديش. فرّ هؤلاء من ولاية راخين في ميانمار في عام 2017، بعد حملة عسكرية وصفتها الأمم المتحدة بأنها “تطهير عرقي”.

ظروف الحياة في المخيمات

تُعد مخيمات كوكس بازار من أكبر مخيمات اللاجئين في العالم، حيث يعيش السكان في أكواخ من الخيزران والنايلون، مع محدودية في الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل المياه النظيفة والرعاية الصحية والتعليم. تواجه هذه المخيمات تحديات كبيرة، بما في ذلك الاكتظاظ، والفيضانات الموسمية، والانهيارات الأرضية، مما يزيد من معاناة اللاجئين.

خلال السنوات الأخيرة، شهدت المساعدات الإنسانية المقدمة للاجئين الروهينجا تراجعًا ملحوظًا. في سبتمبر 2025، حذر القائد المؤقت لبنغلاديش، محمد يونس، في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة من أن نقص التمويل قد يؤدي إلى “كارثة إنسانية”، حيث قد تنخفض الحصص الغذائية إلى 6 دولارات أمريكية للفرد شهريًا. كما أشار إلى أن استمرار الاضطهاد في ولاية راخين يهدد استقرار المنطقة ويعيق عودة اللاجئين إلى وطنهم.

التعليم والفرص المحدودة

يعاني الأطفال اللاجئون من نقص في التعليم، حيث أغلقت العديد من المدارس بسبب نقص التمويل. في يونيو 2025، أفادت “هيومن رايتس ووتش” أن خفض المساعدات الخارجية أثر بشكل كبير على تعليم الأطفال الروهينجا، مما يهدد مستقبلهم. على الرغم من ذلك، هناك بعض المبادرات التي تهدف إلى تمكين الشباب من خلال برامج تدريبية تهدف إلى تطوير مهاراتهم وزيادة فرصهم في الاعتماد على الذات.

تستمر السلطات البنغلاديشية في فرض قيود على تنقل اللاجئين، بما في ذلك منعهم من العمل أو السفر بحرية. في بعض الحالات، تم نقل لاجئين إلى جزيرة باسان شار، وهي منطقة معرضة للأعاصير والفيضانات، مما أثار مخاوف منظمات حقوق الإنسان بشأن سلامتهم وحقوقهم.

النداءات الدولية

تدعو المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي إلى زيادة الدعم المالي والسياسي لحل أزمة الروهينجا. تسعى بنغلاديش إلى عقد مؤتمر رفيع المستوى في 30 سبتمبر 2025، بهدف جمع التبرعات وتحديد خارطة طريق لحل الأزمة. تؤكد بنغلاديش أن هذه القضية ليست مسؤولية وطنية فقط، بل هي مسؤولية دولية تتطلب تعاونًا جماعيًا لضمان حقوق اللاجئين وتحقيق عودتهم الطوعية والآمنة إلى ميانمار.

تظل أزمة اللاجئين الروهينجا في بنغلاديش تحديًا إنسانيًا مستمرًا يتطلب استجابة عاجلة ومستمرة من المجتمع الدولي. من خلال زيادة الدعم الإنساني، وتعزيز فرص التعليم، وضمان حقوق اللاجئين، يمكن العمل نحو تحسين ظروفهم وتحقيق حل دائم لهذه الأزمة.

اشترك في نشرتنا البريدية للإطلاع على ملخص الأسبوع

Blank Form (#5)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالع أيضا