بعد استعادة القوات العسكرية العراقية – بالتعاون مع “الحشد الشعبي”- والمدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة للموصل في 26 شوال 1438 هـ (20 يوليو 2017م)، انطلقت وسائل الإعلام الغربي تبشر بعصر تستعيد فيه المرأة – بزعمهم – كرامتها وحريتها وتعود مفعمة بالحياة والانفتاح.
سردية سمجة ومستهلكة؛ ليس بينها وبين الواقع نسب يُذكر.
لم تتحول الموصل بعد «التحرير» إلى أرض الأحلام ولكن إلى غابة، السلطان فيها بيد الحكومة والميليشيات.
فبالإضافة إلى عمليات الانتقام الجماعي الدموية التي قامت بها بعض القوات العراقية والميليشيات الحاقدة، بدأت الاعتقالات بالجملة والتهم دائماً جاهزة ومتنوعة.
وتم مصادرة الكثير من السيارات وإخلاء الكثير من البيوت من ساكنيها بحجج أوهى من بيت العنكبوت.
كما شهدت المدينة حرباً ضروس على الدين وأهله وفوجئت العديد من النساء المنتقبات بالتضييق عليهن ومنع النقاب في أول الأمر، ما دفع الكثيرات منهن إلى التخلي عن ارتدائه.
ولكن أكثر الفئات تضرراً بعد “تحرير” الموصل كن الأرامل، واللاتي أصبح الكثير منهن بلا زوج ولا عائلة بعد أن فقدن كل شيء في القصف العنيف على المدينة.
المساومة على الشرف مقابل المال أصبح واقعاً تحياه الكثير من الأرامل اللاتي لا يسلمن من محاولات استمالتهن لطريق الفاحشة من قِبل نسوة انجررن بالفعل، أو من المضايقات والملاحقات من قِبل مرضى القلوب من الرجال.
فيكون الحل الوحيد هو العيش على الكفاف الذي يحصلن عليه من أي عمل حلال يجدنه، خاصة والمساعدات غالباً ما تكون زهيدة لا تسمن ولا تغني من جوع.
ولا يزال واقع النساء في الموصل مخفياً، ولا يتم ذكر أخبارهن ولا مشاكلهن في ازدحام مصائب المسلمين ونوازرهم، مما يطيل من أمد معاناتهن.
ولم تقدم المؤسسات الدولية التي تزعم الدفاع عن حقوق المرأة أية مساعدات للنساء الملتزمات بدينهن، ويبدو واضحاً أن برامج مساعداتهم مقترنة بقابلية العري والتبرج والخروج لأسواق العمل ومزاحمة الرجال والندية وأفكار النسوية، وغيرها من مفاهيم غزو فكري غربي هدام للمجتمعات المسلمة.
وفي انتظار أن يسخر الله لنساء الموصل من يرد عنهن عادية الظالمين؛ رضي الله عن عمر بن الخطاب إذ قال قبيل استشهاده، “لَئِنْ سَلَّمَنِي اللَّهُ، لَأَدَعَنَّ أرَامِلَ أهْلِ العِرَاقِ لا يَحْتَجْنَ إلى رَجُلٍ بَعْدِي أبَدًا”.
اترك تعليقاً