“صَغِر مساحة التقتيل ما استطعت” : نصائح للحد من الإصابات القاتلة في صفوف الكوادر الطبية في مناطق الصراعات

22

الكوادر الطبية من أهم صمامات الأمان في ساحات القتال ويتسبب غيابها في ارتفاع معدلات القتلى أو معدلات العاهات المستدامة نتيجة لعدم توفر الرعاية المناسبة للمصابين أو تولي شأنها من ليسوا من أصحاب القضية أو المتعاطفين مع أهلها.

لذا كان توفير التدريب المناسب الكوادر الطبية في مناطق النزاع ضرورة لا غنى عنها.

يروي الأستاذ رضا بودراع، الكاتب والباحث في الشؤون الاستراتيجية، أن “الشيخ عبد الله عزام رحمه الله كان يذهب لبعض الدول الأوروبية والعربية خصيصاً ليطلب من الأطباء النفير للجهاد بعملهم وقال لأحد الجراحين العرب في بريطانيا أنا مستعد أن أضمن لك عشر أضعاف راتبك هنا فعندنا إصابات كبيرة في صفوف المجاهدين والسكان وحالات بتر كثيرة غير مفسرة”.

وذكر “أن عدداً من أطباء الصليب الأحمر وبلا حدود ومتطوعي الغرب كانوا يتعمدون بتر أطراف المجاهدين مع إصابات لا تستحق البتر”.

ويقدم بودراع بعض النصائح النافعة للكوادر الطبية بشكل خاص وإن كانت لا تخلو من نفع بشكل عام أيضاً نعرضها لكم فيما يلي بتصرف يسير:

“أثناء القصف الماسح (تطهير المساحات ) أو العشوائي (البراميل المتفجرة ) عليك الانبطاح إلى سواتر مسنداً ظهرك إليها، أو على الأرض في حالة غياب السواتر.


ويكون هذا بشكل تجمع به نفسك لأقصى حد ممكن مثل الكرة وتحمي صدرك بيديك ورأسك وتقوم بحماية بطنك برجليك. فإذا كانت الشظايا باتجاهك لم تكن الإصابات مميتة بإذن الله وكانت الأعضاء الحيوية محمية، فالساتر أو الأرض يحميان الظهر وعظام الأطراف تحمي الأعضاء .
وكلما جمع الشخص نفسه بشكلِ جيد صارت مساحة التقتيل أصغر.

فإذا كان القصف بقذائف متوسطة على بعد متر فأكثر:
– فالمنبطح المجموع تبلغ نسبة إصابته 5%
– المنبطح الطويل 10 %
– الجالس 50 %
– الواقف 95 %
هذه النسب تزيد أو تنقص حسب اتجاه موجة الانفجار وطبيعة الأرض أو الأجسام المعدنية وحسب نوعية القذائف هل هي عمقية صدمية أم فوق سطحية والأخيرة أخطرها على السكان لأنها تنفجر قبل وصولها للأرض وتكون موجهتها أفقية وعرضية.

التدريب الاستباقي من الأهمية بمكان وينبغي أن يغطي عدة أمور منها:
– التدرب على معرفة الاتجاهات أثناء القصف والغبار خاصة إذا كانت الانفجارات فوسفورية أو ذات طبيعة مولدة للغازات والسحب السوداء بحيث تعطل الرؤية.

فالقدرة على استكشاف المكان وتحديد الإحداثيات وجهة الشمال في غاية الأهمية لأنه سيمكنك من الخروج سريعاً بالاتجاه الصحيح إن شاء الله ويمكن بعدها أن توجه الآخرين بدقة إلى المخرج الآمن بصوتك.

– تدريب الفرد على التمكن من الخروج سريعاً من مساحة القصف والتقتيل خاصة إذا لم يجد ساتراً.

وكذلك محاولة استيعاب الصدمة بسرعة والانتباه إلى طبيعة القصف: هل هو مسحي؟
في هذه الحالة ينبغي ملاحظة تسلسل الانفجارات واتجاهاتها، ثم الجري بالاتجاه المعاكس وأنت منخفض ومطأطئ رأسك وأنت تحمي بطنك ورأسك وكلما انحنيت أكثر كلما صغرة المساحة المعرضة للإصابة من جسدك.

– احذر أن تبقى في نفس المكان لمواساة من معك إذا تعرض لإصابة معيقة للحركة وإلا فقد يسحقكما القصف بسهولة.
لكن ابحث عن أي ساحب كحبل أو حزام وقم بربطه بشكل تكون تعلمته أثناء تدريبك الطبي أو دورة الإسعاف.
احزم طرف الحبل الآخر حول وسط جسمك وقم بالجري للأمام والمصاب خلفك ولا تعبأ بصراخه وكذلك إذا حملته لا تعبأ لما هو فيه من ألم حتى تخرجوا من مساحة التقتيل وتتمكن من مباشرة عملك على الفور.

– إذا سقطت قذيفة او صاروخ بقربك وخلفت حفرة ادخل فيها واستخدمها كساتر فغالباً لا يتم قصف نفس الإحداثية مرتين.

– الهج بالشهادة لعلها تكون آخر كلماتك ولا بأس إن اضطررت لسؤال أحد الجرحى عن شيء ففضل الله واسع.”

اشترك في نشرتنا البريدية للإطلاع على ملخص الأسبوع

Blank Form (#5)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالع أيضا